في القرن السادس عشر بدا الشابية في افريقية القوة المحلية الوحيدة التي تصدرت للحفصيين فخضدت شوكتهم وقاومت الغزاة الاسبان والأتراك وكونت في سنة 1535 دولة في الوسط والغرب والجنوب التونسي و في الشرق والجنوب الجزائري واذا كان التاريخ كما يقال هو ظل الانسان على جغرافيا فان الحروب الثلاثين التي خاضها (الحلف الشابي - القبلي) ضد العملاء و الغزاة خلال 142 سنة من سنة 1535 الى سنة 1677 والتغييرات التي نشأت عنها لم تكن ظلا بالمعنى المجازي الاشاري فقط وانما كانت ظلا بالمعنى الحقيقي حيث وجدت فيه افريقية شموخها وتميزها وكرامتها بمحاربتها لهؤلاء العملاء و الغزاة من اجت التحرير و التغيير ولقد وفق الشابية في ذلك ايما توفيق اسهموا في اسقاط الحفصيين واعانوا على هزيمة الاسبان و خضدوا شوكة الاتراك. ان عملنا هذا يندرج في نطاق إعادة كتابة تاريخ تونس والجزائر لتخليصه من الشوائب الناشبة ومن الاهواء المهيمنة و من القوالب الجاهزة المكرورة لذلك اردنا تجلية ما قام به الشابية من اجل الدفاع عن افريقية وتبين الحراك الشعبي والعوامل الحقيقية الظاهرة والخفية في تشكيل حقبة من ماضينا ظلت خفية امدا طويلا