لا يكفي أن تسكن الحرية السياسية قلوبنا في صمت بل لابد أن تملأ الساحات العامة صخبا وجسارة وحضورا حيويا، فعلة المرحلة الحالية هي إلغاء السياسة وضعف الإيمان بها لدى فئات واسعة من الناس مما يجعل كل عودة للديمقراطية دون عودة هذا الشغف عسيرة. شغف سوف يعاود الناس حين يستعيدون تدريجيا ثقتهم في السياسة لإن الخطر الأكبر هو قتلها، والأمل الأكبر هو إحياؤها من جديد وبناء فضاء عمومي حر وتعددي حتى يكون النقيض الفعلي لسلطة الفرد. تعداد المداخل الممكنة لضمان حيوية هذا الفضاء العمومي عبر المتفرد و المتحول و المغاير هو في نفس الوقت تشييد للجسوربين مختلف أشكال المشاركة المدنية السلمية في الحياة القديمة.