

لم يكن الشاب العاتي بن عيسى الذي كان على صلة بعلي بن غذاهم زعيم ثورة 1864 يتوقع أن تقتلعه رياح الإنتفاضة هو و أخته هنية من منبتهما بالتل العالي وتطوّح بهما إلى دروب مدينة تونس ليرتميا في أحضان الحسناء شاذلية وإبنها توفيق بن يونس وهما من أتباع الوزير الاكبر مصطفى خزندار , فكان الحب المحرّم ثم المصير على غير ما توقعا إذ ما لبث أن ضاعت الآمال وما لبث أن انفرط عقد من تآلفوا فإلتوى حبل الاحداث حول مخانقهم وحول مخانق من كانوا على صلة بقصر باردو وبمعامع الثورة فأدركت بعضهم غصرة الضيق ونالت من آخرين عصرة الخنق
كان لهذا الكتاب عند صدوره بالفرنسية سنة خمس وألفين عنوان آخر يمكن تعريبه حرفيا ب "أنا لم نقرأ القرآن بعد. ولقد لاقى هذا العنوان نجاحا كبيرا في. . . الأوساط الناطقة بالفرنسية وتفاعلت معه ومع ...