فرضت البحوث الأثرية والتاريخية في السنوات الأخيرة شكوكا كبيرة حول تاريخ حنبعل الذّي نقله لنا الرومان. لم يكن حنبعل فقط قائدا عسكريا، عبر جبال الآلب وهزم الرومان شرّ هزيمة، اذ كان يحمل أيضا مشروعا سياسيا ضامنا لحريّة الشعوب وسيادة الأمم. سعت روما الى محق هذا المشروع غداة سيطرتها الامبريالية على العالم. بعد تدمير قرطاج، تم إعادة كتابة التاريخ. لم تقتصر حيلة الرومان على محو المشروع السياسي لحنبعل فقط بل و أيضا صناعة بطل، سكيبيو و انتصار وهمي معركة زاما.
لقد اقتضى حكم التاريخ ان تكون في تونس اليوم الأمازيغية البربرية والمتوسطية والإفريقية المستودع الثانوي لهويتنا والعالم الإسلامي مستودعها الرئيسي والأمة العربية مستودعها الحاسم , وإن كان من ...