- جديد


ردمك: 9789938260885
سعينا في هذا الكتاب إلى تبيّن مكانة المرأة في مدينة تونس زمن الإصلاحات وتأسيس المدوّنات القانونيّة والمجالس، سواء على مستوى الظّلم أو الدّفاع عن الحقّ وعلاقة ذلك برهانات الفاعلين الاجتماعيّين وتوازن شبكات القوّة والنفوذ. تبيّن لنا في العنصر المخصّص لحيازة حقّ المرأة في الإرث (أرض وعقّار وأثاث) والاستيلاء عليه الدور المحوريّ الذي لعبته المرأة في البلاد التونسية قُبيل انتصاب الحماية الفرنسية على مستوى تداول الملكيّة والنزاع حولها والسعي المحموم لحيازة الثروة.
بيّنت الدراسات الحديثة محافظة الفاعلين الاجتماعيّين على التصنيف التحقيري للمرأة باعتبارها "تابعا"، رغم التحوّلات القانونيّة والسياسيّة والاجتماعيّة والذهنيّة وتخلّصها من عدد من الصور النمطيّة. بقيت المرأة مطمعا اجتماعيّا حيويّا على مستوى العائلة والمجتمع سواء كمنبع للثروة أو الجنس. يتبيّن إذا أنّ الإيالة التونسيّة لم تكن استثناء في مسألة ظلم المرأة وحيازة حقّها في الإرث، بل ارتبطت هذه الممارسات بشبكة مصالح اجتماعيّة عالميّة مرتبطة بالعرق والنوع والتقسيم الطبقي. تبرز أهميّة هذا العمل في توفير مدوّنة مصدريّة متينة ومعلومات موثّقة في مرحلة انتقاليّة حيويّة عايشتها البلاد التونسيّة خلال فترة الإصلاحات وقُبيل الاستعمار الفرنسي.