

في روايتها “بلاص اليهودي”، تبحر بنا ميّة الكسوري في أعماق المجتمع التونسي وذاكرة المنسيّات، مستكشفةً حيوات شخصيات مهمّشة ومُغيَّبة عن السرد الرسميّ. تدور الأحداث في فضاء “بلاص اليهودي”، حيث تتقاطع الحكايات وتتشابك مساراتُ بَطلاتٍ من طبقاتٍ وأديانٍ وجنسيّاتٍ مختلفة، يتشاركن المصائر في واقع معقّد يحرّكه صراعٌ إنسانيٌ مرير بين الماضي المُثقل بالجراح والحاضر المليء بالتحدّيات.
هذه الرواية، بما تحمله من لغةٍ حادّةٍ وعذبةٍ في آنٍ، ومن سردٍ ينبض بالحياة، تتوغّل في القلوب بلا استئذان، لتحرّك فينا أسئلةً مؤرّقة عن الحياة الخفيّة للنساء، وعن الهويّة والذاكرة والانتماء.
وفي نهاية المطاف، تتركنا أمام الحقيقة العميقة بأنّ الأمكنة لا تروي قصصَها إلّا عبر من يعبرونها، وبأنّ التاريخ لا يحفظ إلّا أصوات من يُصرّون على الحياة رغم كل شيء
تضمن هذا المؤلف توطئة أبرزت أهمية البحث في تاريخ تونس الاجتماعي بين 1881 سنة الاحتلال الفرنسي و 1956 سنة الاستقلال ومقدمة عامة وقفت عند الاختلاف بين المؤرخين في تحديد إشكاليات التاريخ الاجتماعي ...
هذا النص يذكي لدى القارئ متعة الحكي,و متعة التأريخ, و متعة الفكر.ليس هذا الكتاب سيرة ذاتية, و فيه من السير الذاتية الكثير.و ليس هذا الكتاب نظرا و فكرا, و فيه من النظر و الفكر الكثير.يتخفى ...