يعدّ هذا العمل نتاج تفكير جماعي تألفت فيه بعض الإختصاصات التي تنتمي إلى حقل الإنسانيات و تظافرت فيه جهود بعض الباحثين الذين جعلوا من المنظومة الجامعية مادتهم البحثية و مشغلهم العلمي، و هو استئناف للمشروع البحثي حول الجامعة المواطنية. هذا المشروع الذي يعتمد على ورشات التفكير الجماعي و النقاشات المعمقة حول الوضع الجامعي في مواجهة التحولات المتسارعة و في سياق يتميّز بتعدّد الإكراهات و تجدّدها. الأمر الذي يطرح اختبارات صعبة تبدأ بالتساؤل عن مدى اكتمال السمات و الشروط الجامعية للمؤسسات التي تحمل صفة الجامعة ذاتها و تنتهي بإشكالية بناء نظامها المعرفي تجاوبا مع مقتضيات النظام المجتمعي و استجابة لما تفرضه مسؤوليتها المواطنية. و ضمانا لمبدأ المراكمة و الإستمرارية تضمّن هذا الكتاب فعاليّات تقديم العمل الذي سبقه و النقاش الذي دار حول مضمونه و ماانبثق عنه من تساؤلات احتاجت الى مزيد من البحث وفرضت استئناف الإشتغال على المبحث نفسه. وكان لفترة الحجر الوبائي الأثر البالغ في تحديد اتجاهات بعض المساهمات التي أثرت هذا العمل ففرضت سمتها الحاسمة على العنوان و على الإشكاليّة التوجهيّة المركزية التّي تقاطعت حولها بقيّة البحوث.