التفت عبد الناصر. لمح في المرآة المقابلة زليخة من قفاها. انتفض من الكرسيّ قائلًا في دهشة:
- "أية صدفة، الشعر المجعد الذهبي، الغمازتان الرائعتان، الشفة المكتنزة، الحاجبان المقوّسان.. لا أكاد أصدق.. عفوًا.. لا أقصد شيئًا"
رأت في عينيه التماعة غريبة. أحست بارتعاش في المكان نفسه.. رعشة جعلت زغب جسمها ينتفق. أحست بتخدير.. حالة من الانتشاء منذ أن أخذ في وصفها. أحست نفسها مدفوعة إليه دفعًا. نسيت الطب وأخلاقيته والأسنان والعيادة. استحالت جسدًا متقدّا. شعرت بالحرارة ترتفع في جسمها. ذهبت بسرعة إلى غرفتها ونزعت القميص بقيت في الميدعة البيضاء تحتها الحصّارة. زرّت الميدعة بسرعة وعادت إلى قاعة الفحص. أغمض عينيه ليسرح بخياله في وجهها وفي الصورة التي استحضرها مقارنًا موازنًا مقربا مبعّدًا. كل شيء متطابق. مذهل.
أحسّ بأنفاسها حرّى تنساب من تحت العصابة الخضراء التي تغطي بها فمها. تأخرت خطوات وتنفست بقوة. استدار إلى اليمين. وضع ذراعه فوق عينيه محتميًا وتنفّست بقوة. استدار إلى اليمين. وضع ذراعه فوق عينيه محتميًا من الضوء القوي المنهمر على وجهه. رأى المجرى المرمري العميق بين ثديين متفلّكين تبرز الحصّارة الجزء الأعلى منهما.