عبد الله التونسي- والناس الكل عباد الله- تونسي كما يدلّ عليه لقبه، ويؤكّده حسبه و نسبه، و هو تونسي متوسّطْ، يحب الاعتدال والتوسّطْ : ليس بالطويل ولا بالقصيرْ، ليس بالغني ولا بالفقيرْ، ليس من الإطارات العليا، ولا من الطبقات الدنيا، يسكن حيّا ليس بالرّاقي، وليس بالشعبي على الإطلاقِ. wأيام في الأسبوع ويرتاح يوم الأحدْ. تطرّفُه الوحيد في الكورة، فهو ما يفهم شيْ مع جمعيتو المشهورة، يفديها بالروح والدم، ويمرض عندما تنهزمْ. عبد الله، مثل كل عباد الله، متشعّب التركيبة، يجمع بين متناقضات عجيبةٍ غريبة، له محاسنُ وعيوبْ، ولا تخلو أفعاله من حسنات وذنوبْ، له فكر وإحساسْ، ومواقف من الحياة والناسْ، لكنه، باعتباره تونسيا، راجل عندو خُصوصياتو، وتقاليدو وعاداتو، ودوراتو وعكلاتو، وطلعاتو وهبلاتو، وأفكار يعتقد أنها طيارة، لا يوجد مثلها لا في بلاد المسلمين ولا في برّ النْصارى. عبد الله هذا، والتونسي أيضا، كنا نعتقد أننا نعرفه، لكننا كل يوم نكتشفه، فهو مثل جبل الجليد يخفي من حقيقة ذاته ثلاثة أرباعْ، ترى منه الظاهر ولا ترى القاعْ… وإن أردتَ أن تغوص في أعماقه، فانظر في مرآة ذاتك و ذاته، وقل: « أنا أيضا عبد الله التونسي » أو اقرأْ هذا الكتابْ، ورتحّ روحك م العذابْ.