سقطت القيروان في أيدي القوات الفرنسية أواخر شهر أكتوبر سنة 1881 . فبعد الاستيلاء على الحاضرة, نظر إلى القيروان باعتبارها هدفا استراتيجيا حاسما , بسبب أهميتها الدينية و الرمزية . و كان سقوطها انتصارا عسكريا و معنويا , فتح مدينة كالقيروان على مصرعيها أمام حضور أجنبي, ساهم في تحولات عميقة على المستوى الاجتماعي و الإداري و العمراني . واكب هذا الأخير التوجهات الكبرى للاستعمار قصد وضع بصمته و إرساء حضور عمل على تعصير الفضاء الحضري بإنشاء حي أوروبي التخطيط بجانب المدينة القديمة , فنشأ طابع معماري هجين , نتيجة التأثير و التأثر بالمعمار القديم . و قد يكون ذلك على حساب بعض الثوابت , في علاقة بالخصائص المميزة للكنوز المعمارية , التي قد تمس من قيمتها الاعتبارية في بيئتها التقليدية , بما هي عمارة و عمران عربي إسلامي في مدينة كالقيروان . و رغم ذلك , و بفضل عمليات الصيانة و الترميم , حافظت المدينة , سواء كمفردات معمارية مستقلة أو باعتبارها مركبا معماريا متكا ملا , على أصالتها و استطاعت أن تتجاوز اختبار الزمن , نتيجة " سياسة تراثية" , ترجمت في عتاصر نجملها في مصطلحات الوعي و التخطيط و التنفيذ و النتيجة .