رواية المعجزة للروائي "محمود طرشونة" من الروايات التي تنتابها الكثيـر مـن الأسـئلة
المحيرة، والتي لا يتردد أي قارئ لها عن التساؤل، لم حصل كذا؟ وكيف حصل؟ ولو حصل
كذا لكان كذا.. وغير ذلك من الأسئلة اللامتناهية.
إن البنية النصية والفنية لهذه الرواية، التي وضع قالبها طرشونة على هذا المنوال، تجعـل
المتلقي يقف منها في حالات ذهنية وفكرية ونفسية متعددة، قد تلتقي هذه الحالات في وضع
معين، وقد تختلف في أوضاع وتأويلات مختلفة.
وربما أراد الكاتب من روايته دلالة رمزية لما هو محيط به وبغيره في المجتمعات التي تزعم
الحضارة والتقدم، " فيشف عن عمق إنساني مات في عصر، أو همّ بالنور والعـدل والعلـم
والتقدم والنعيم ، فطغت فيه المادة وعمت الانتهازية ، وشاع النفاق واستبد الاستبداد ونفقت
سوق الاستغلال، وذاع صيت الانحراف ".