يرى المتمسكون برؤية الحداثة أنّ مشكل البلاد منوال تنمية وديمقراطية سياسية بينما ذهب العائدون إلى أصول « السلف الصالح » أن القضية عقائدية أخلاقية قبل كلّ شيء. لذلك رأينا أن نتناول الأطروحتين بالتحليل وسعينا عبر استقصاء ميداني كيفي أن نرصد تقاطعا بين ما يطرحان وما يرشح من معيش الشباب السلفي. وتبيّن ما لم نتوقّع من تأليفات لا متناهية من الشخصية السلفية التي وإن ظلّت تجلّ ثوابتها العقائدية والطقوسية فإنها لم تتوان في لحظات تفرّد فرضها إكراه الواقع المتجدد أو أمام اختبار من اختبارات الحياة المركبة، عن إنتاج ذوات تؤوّل « الثوابت » وتستند إلى الحداثة.