

كثيرا ما نغرق في روتين الحياة اليومية وصخبها وفوضى المشاغل، مهمها وتوافهها، إلى أن يطرق الموت أحد أبوابنا ليبعثر أوراقنا ويعيد ترتيب أولوياتنا ولو إلى حين. ولكن وقع الموت يمكن أن يكون مدمرا أكثر حين يتعلق الأمر بأقرب الناس وأحبهم إلى قلوبنا، خاصة عندما يباغتنا الموت مبكرا. ماذا لو...؟ لعله من أصعب الأسئلة التي ترافق الموت المفاجئ. ماذا لو فعلت كذا؟ ماذا لو قلت كذا؟ تنطلق ريحان بوزقندة في رحلة مع الذات من خلال هذا السؤال الذي يكرس إحساسا بالذنب والعجز: ماذا لو لم أنتظر ولم أغرق في مشاغلي اليومية لأهاتف أبي لمرة أخيرة؟ هذه الرسالة الحميمية التي تخاطب فيها ريحان والدها هي تعرية للذات تعيد من خلالها اكتشاف نفسها وتتجاوز أحزانها وهواجسها، وتقرر بكل شجاعة نشرها. وإذ تعلن ريحان نهاية حدادها للعلن، فإنها تأمل أن تكون هذه الرسائل ومشاركتها يدا ترافق من أذهله الغياب وطال حداده وشقل بوجعه قلبه، لعله يجد فيها لسانا وقلما يعبر ويكتب عنه.
لقد اقتضى حكم التاريخ ان تكون في تونس اليوم الأمازيغية البربرية والمتوسطية والإفريقية المستودع الثانوي لهويتنا والعالم الإسلامي مستودعها الرئيسي والأمة العربية مستودعها الحاسم , وإن كان من ...